أرشيف

“ويكيليكس” : الأردن أرسل مزيدا من القوات لأفغانستان 

رغم نفي الأردن وجود أي دور عسكري له في أفغانستان منذ مقتل الضابط الشريف علي بن زيد وهو من أقارب الملك عبد الله الثاني في عملية “خوست” ، إلا أن تسريبات موقع “ويكيليكس ” أظهرت عكس ذلك وأكدت تعزيز الأردن لقواته هناك .

ووفقا لوثيقة أمريكية نشرها موقع “ويكيليكس” ، فإن الأردن قام بتعزيز قواته بأفغانستان بعد الهجوم الذي قتل فيه أحد ضباط استخباراته إلى جانب سبعة من ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه ” نهاية 2009 في مدينة خوست الأفغانية.

وتحدثت الوثيقة عن تفاصيل لقاء في 12 يناير/كانون الثاني 2010 جمع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مع المبعوث الأمريكي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك الذي توفي الإثنين.

وجاء في الوثيقة أن الوزير الإماراتي أبلغ هولبروك خلال اجتماع إقليمي حول أفغانستان في أبو ظبي أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أبلغه عن خطط أردنية لإرسال مزيد من القوات لأفغانستان.

وكان الأردن نفى وجود أي دور عسكري له في أفغانستان منذ مقتل الضابط الأردني الشريف علي بن زيد وهو من أقارب الملك عبد الله الثاني وكان مسئولا عن الطبيب الأردني همام البلوي الذي نفذ الهجوم على قاعدة خوست.

وفجر البلوي نفسه في القاعدة فقتل سبعة ضباط أمريكيين وضابطا أردنيا، وقال في شريط مسجل بثته قناة “الجزيرة” إنه نفذ هذه العملية انتقاما لمقتل قائد حركة طالبان باكستان بيت الله محسود في غارة أمريكية في 2009.

ولا يخفي الأردن قيامه بتدريب قوات أفغانية على أراضيه فيما لم تعلن الحكومة الأردنية ردها على طلب تقدم به الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” فوغ راسموسن في مارس/آذار الماضي بأن يقوم الأردن بتدريب الجيش الأفغاني.

وذكرت وكالة الأنباء الاردنية الرسمية “بترا” مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن الأردن أرسل “فريقا من المدربين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية” إلى أفغانستان وبثت صورة لوداع مسئول عسكري لأعضاء في الفريق.

كما نشرت الوكالة نهاية الشهر نفسه زيارة قائد قوات التحالف بأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس لإحدى السرايا التابعة لقوة الواجب الخاص الأردنية في منطقة كوشيه.

ومنذ بدء تسريبات ويكيليكس ، رفض مسؤولون أردنيون التعليق عليها، واكتفى مصدر أردني مسؤول بالقول في بيان رسمي :”إن ما نشر في ويكيليكس يعكس تحليلات المسؤولين الأمريكيين”.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الاردني فهد الخيطان أن الدور الأردني في أفغانستان “لم يعد سريا”.

وأشار في تصريحات لقناة “الجزيرة” إلى أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قال في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون بواشنطن بعد أيام من هجوم خوست إن الأردن سيستمر في محاربة “الإرهاب” وسيزيد من وجوده في أفغانستان.

وأضاف أن “الوثيقة تحدثت عن الجانب المعلن وهو الوجود الأردني بأفغانستان، لكن غير المعلن هو التفاصيل اللوجيستية لهذا الوجود الذي تؤكد قيادة الجيش الأردني أن دور القوات الأردنية فيه هو دور إنساني مرتبط أساسا بالمستشفى الميداني، إضافة لدور في الجانب الاجتماعي”.

وأشار إلى أن المسئولين الاردنيين يقولون إن تعزيز الوجود في أفغانستان لا يرتبط بوجود قوات مقاتلة هناك بالرغم من حديث مصادر غربية عن مهمات سرية للأردن هناك.

واختتم الخيطان قائلا :” إن أهم ما تؤكده وثيقة ويكيليكس وتصريحات المسؤولين الأردنيين هو استمرار التنسيق الإستراتيجي الأردني الأمريكي في إطار الحرب على ما يسمى الإرهاب”.

زر الذهاب إلى الأعلى